علاء علي عبد – صحيفة الغد - يعد رمضان بمثابة محطة تنقية للعقل والروح والجسد، لكن توفر الأطعمة اللذيذة والغنية بالسعرات الحرارية والتي تتفنن ربات البيوت في تقديمها خلال الشهر الفضيل، ويمكن أن يؤدي لنوع من التساهل المفرط والذي يقود لزيادة الوزن عند انتهاء الشهر الكريم.
المعنى الذي يمكن استخلاصه مما سبق، هو أنه وعلى الرغم من انقطاع الصائم عن الطعام والشراب معظم ساعات اليوم، إلا أن احتمالية اكتساب عدد من الكيلوغرامات الإضافية على وزنه تعتبر مسألة واردة بالنسبة للكثيرين.
ولتجنب مصيدة زيادة الوزن في رمضان عليك اتباع الخطوات الآتية:
·السيطرة على السعرات الحرارية المستهلكة: من المعلوم بأن معظم الوجبات الغذائية المعدة في رمضان تتميز بكونها مليئة بالسعرات الحرارية، ولتجنب أضرار تلك الوجبات يجب التركيز على تناول الأطباق الصحية التي تحافظ على توازن الغذاء لدى الصائم، فضلا عن القيام بأنشطة تسهم بزيادة التمثيل الغذائي. يشعر المرء بعد يوم كامل من الصيام بالرغبة في تناول كميات طعام أكبر من المعتاد، لكن يجب أن تتذكر بأن الصيام لا يجب أن يكون بمثابة “الفرصة” لك، لتناول كل ما تشتهيه دون رقابة ذاتية منك وبالتالي القضاء على الفوائد التي حصل عليها جسدك خلال صومك.
·التخلص الطبيعي من السموم التي في الجسد: شاع في العصر الحديث سماع نصائح عن الصوم من قبل خبراء التغذية، بغرض تنقية الجسد من السموم والشوائب التي تراكمت بداخله جراء تناول الطعام غير الصحي لفترات طويلة. لكن لماذا القيام بمثل هذه الوصفات ونحن نقوم بعبادة رائعة لمدة شهر كامل كل عام وتحقق الفائدة القصوى للمرء؟
اعلم بأن فوائد رمضان المبارك لا تقتصر على الجانب الروحي والقرب من الله جل وعلا، وإنما للصوم فوائد صحية كبيرة لعل أهمها تخليص الجسد من سمومه.
·ضرورة الحفاظ على وجبة السحور: عندما يشعر الجسد بنقص الغذاء لديه، فإنه يبدأ بحرق الدهون المخزونة داخله للحصول على الطاقة الأمر الذي يؤدي لنقصان الوزن. لكن يجب عليك الحذر من وصول الجسد لمرحلة تحطيم بروتين العضلات للحصول على الطاقة. فعندما يبدأ الجلوكوز المخزن في الكبد والعضلات بالنضوب، يلجأ الجسد لتحطيم دهون العضلات للحصول على الطاقة التي يحتاجها. لذا فإن وجبة السحور الصحية تعتبر مهمة جدا كي يتم منح الجسد طاقة معقولة تستمر معه خلال ساعات الصوم.
·القيام بتمارين خفيفة: تساعد التمارين الخفيفة على زيادة قدرة الجسد على التخلص من سمومه، فضلا عن هذا فإن التمارين الرياضية تسهم بتدفق أكبر من مادة الإندورفين، التي تجعل المرء يشعر بالارتياح واليقظة الذهنية. كما يمكن للصائم ممارسة بعض التمارين الرياضية الخفيفة قبل الإفطار للحفاظ على هدوئه جسديا وروحيا.
·الحصول على النوم الكافي: ما من شك أن التوازن في الطعام والحصول على الوجبات الصحية من الأمور المهمة للصائم، لكن الاهتمام بالحصول على ساعات نوم كافية لا يقل أهمية أيضا، وذلك حتى لا يشعر الصائم بالإرهاق والملل طوال ساعات اليوم. هذا الأمر يدفع الصائم للبحث عن الأطعمة الغنية بالسعرات الحرارية بحثا عن حصوله على نشاطه المعتاد، لكن ما يجب أن نعلمه هو أنه ليس من الضروري أن تكون الحاجة للطعام هي المسببة للشعور بالإرهاق، وإنما يمكن أن يكون السبب مختفيا خلف عدم الحصول على ساعات نوم كافية.
·البعد عن طعام المجاملات: يعتبر شهر رمضان بالنسبة للكثيرين فرصة للاجتماع على موائد الإفطار، وما يتبع وجبة الإفطار من أطباق الحلويات وغيره، وبالتالي يمكن للبعض تناول الكثير من الأطعمة من باب المجاملة لضيوفهم أو مستضيفيهم. يجب الحفاظ على الابتعاد عن مثل هذه الأمور، والحرص على التركيز على تناول الأطباق الخفيفة كالسلطة والخضراوات والفواكه الطازجة.
·البحث عن شريك في الصيام: يعتبر رمضان فرصة مناسبة لمن يرغب في خفض وزنه، لكن تحقيق هذا الأمر يعد صعبا طالما أن المرء يقوم فيه بمفرده، لذا حاول أن تجد من يشاركك نفس الرغبة بإنقاص وزنه سواء من الأهل أو الأصدقاء، ورتب برنامجا يوميا يمكنكما القيام به معا كممارسة الرياضة يوميا والتركيز قدر الإمكان على تناول الخضار والفواكه الطازجة.